• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : تعاريف .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : تحروا خلق المرأة لا غشاء بكارتها السيد محمد علي الحسيني .

تحروا خلق المرأة لا غشاء بكارتها السيد محمد علي الحسيني

يشغل موضوع غشاء البكارة في المجتمعات الإسلامية عامة والعربية خاصة اهتماما كبيرا، إذ نجد أن وجود غشاء البكارة( هو عبارة عن غشاء رقيق من الجلد يفصل بين الثلث الخارجي والثلث الأوسط من المهبل)سليما عند زواج الفتاة أمر هام، شرعا وعرفا، وضروري لإثبات عذريتها، وهذه النظرة لغشاء البكارة جاءت من عادات وتقاليد المجتمع الشرقي تحديدا .

إنما نظرة الإسلام لهذا الغشاء فهو يختلف تماما عن المفاهيم الضيقة، ذلك أن الله عزوجل خلق غشاء البكارة كحاجز طبيعي يمنع دخول ما يمكن أن يشكل خطراً على أهم جهاز لدى المرأة، وهو الجهاز التناسلي،وهي نعمة من الله على عباده أنْ حَمى الإنسان من أمراض كثيرة وهو لا يدري، وبنفس الوقت أكد الإسلام على أهميته غالبا كعلامة من العلامات عذرية البنت.

 

*وجود غشاء البكارة ليس دليلا مطلقا على العذرية*

 

يعتقد بعض الناس أن وجود غشاء البكارة دليل على شرف البنت وعذريتها وعفتها وكرامة أهلها، لذلك يجب أن تحرص عليه كل فتاة، ويحرص عليه أهل كل فتاة، إذا سقط الغشاء سقط معه الشرف والكرامة والعفة! والأكثر من هذا تتهم البنت من غير وجه حق بممارسة علاقات جنسية قبل الزواج ويحكم عليها ظلما في أكثر الأحيان استنادا لعدم وجود غشاء البكارة.

إن الإسلام يرى في هذا الإعتقاد ظلم وتجني بحق البنت والسبب يعود إلى أن هذا الغشاء مجرد علامة مادية لا ترقى إلى مستوى القرينة على عذرية البنت، كما أن وجود الغشاء لا يكون دليلاً أكيدًا على البكارة أو العذرية، ولا غيابه يكون دليلاً أكيدًا على عكس ذلك!.ْ

إذا أن غشاء البكارة كسائر الجسد- معرض– لأن يصاب بتلف وتمزق كلي أو جزئي نتيجة حادث مقصود أو غير مقصود لعدة أسباب منها:الوقوع على شيئ بارز أو ركوب الخيل والدراجة والأرجوحة والوثب العالي والعوارض وماشابه ذلك من الأنشطة، إضافة إلى استخدام الدش المهبلى فى النظافة الشخصية واستخدام ماء الشطاف المندفع أثناء استعمال دورات المياه.

فكل ماذكر قد يؤدي إلى تمزيق غشاء البكارة بشكل طبيعي عند البنت دون أن يكون لها علاقة جنسية، وقد يكون للبنت علاقة واتصال جنسي مع وجود غشاء البكارة.

فالتصرف الإسلامي الصحيح في هذه المواقف تطبيقا لقوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثم}.

 

*عذرية المرأة في أخلاقها*

 

إن المطلوب من الرجل المقبل على الزواج أن يبحث ويتحرى عن المرأة ذات الخلق والدين ولايتحرى عن غشاء البكارة، كما أن الفتاة التي تعرضت لحادث تسبب في فض غشاء البكارة،فلا يجب عليها أن تخبر من يريد الزواج بها.ولكن إن سألها فلا يجوز ان تكذب لحرمة الكذب والغش، بالإضافة إلى القاعدة الشرعية القائلة: (الضرورات تبيح المحظورات).

إن الشريعة الإسلامية أجازت بل أوجبت في بعض الأحيان إن غلب الظن أن الفتاة ستلاقي صعوبة وقهرا وظلما وأذية بسبب الأعراف والتقاليد وكان سبب التمزق حادثة أو فعلاً لا يعتبر في الشرع معصية ففي هذه الحالة، لا حيلة لها فيما أصابها واضطرت عليه،قال تعالى:

{ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}، كما قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم):{رفع القلم عن ثلاثة : عن الصبي حتي يعقل, وعن النائم حتى يستيقظ و عن المجنون حتى يفيق} .

وقال أيضا(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم):

{و ضع عن أمتي الخطاء و النسيان و ما استكره عليه}.

 

*إعادة رتق غشاء البكارة لأجل الستر مقصد شرعي*

 

لا إشكال من إجراء عملية إعادة رتق غشاء البكارة، إذا كان فضه للأسباب التي تحدثنا عنها آنفا، فالاسلام دين الستر، والستر مقصد شرعي عظيم قررته عدة نصوص من السنة،منها قول رسول الرحمة والإنسانية محمد(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم):

.{لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة}

ولكن هناك حرمة من ناحية الغش و التدليس(أي التزوير) على الرجل الطالب للزواج منها،لذا ينبغي إخباره قبل عقد الزواج، وهناك أحكام تفصيلية لهذه الحالة ﻻتخلو من اختلافات فقهية.

كما نؤكد بأن الأصل الشرعي في التعامل هو: حسن الظن بالناس، فإن بعض الظن إثم، ويجب حمل حال المسلم والمسلمة على الصلاح ما أمكن ذلك، وفي الحديث الصحيح:

 "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث".

*السيد محمد علي الحسيني


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=2337
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 10 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28