• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : قسم النشاطات .
                    • الموضوع : عام العروبة والطاولة المستديرة .

عام العروبة والطاولة المستديرة


 


                عام العروبة والطاولة المستديرة    
 
العروبة مفردة تكاد تهمش أو تقلص وتصبح ضمن مقتنيات الماضي، إلا أنني اليوم عاودت التفكير في هذه المفردة التي طالما حلمنا بها مذ كنا صغارا، وقد يتساءل البعض لماذا الآن هذا التأمل حول موضوع تحجرت القلوب والمسامع للتركيزعليه، وأصبحت في طي النسيان؟

في احتفال كبير ضم الكثير من الأطياف والمذاهب والجنسيات وجدت العروبة ظالتها، فقد احتفل المجلس الاسلاميّ العربيّ في لبنان بمرورعامين على تاسيسه.

 وقد يقال أن الاحتفالات كثر، والمؤتمرات أصبحت لاتعد ولاتحصى، إلا أن هذا الاحتفال كان غريباً نوعاً ما أو بالأحرى يدعو للتأمل والاستدراك، وسبب التأمل يعود إلى تلك الطاولة المستديرة التي ذكرتني بمفردة رددها الرئيس العراقي جلال طالباني، عندما وصف الاطياف والمذاهب في العراق بباقة زهور، وكنت أتمنى أن تكون هي كذلك.

 فلم تكن باقة زهور، بل باقة هموم، وبكل الأحوال لاأريد أن أطيل الكلام حول هذا الموضوع، بل أريد أن أصف لمن يقرأ مقالي ماكانت تضم الطاولة المستديرة التي أعدها وجملها المجلس الاسلاميّ اللبنانيّ ، وهم يحتفلون بعام جديد أطلقوا عليه عام العروبة.

 فقد ضمت الكثير وبعثت برسائل تكاد تكون شعلة تنير درب لبنان، لأن ذلك المجلس خرج عن الطابع الطائفيّ والتطرف والتفرقة واعتمد الخط الوسطيّ المعتدل وهو يدخل الحياة السياسيّة والاجتماعيّة.

 كنت أتمنى أن لاتقف عند لبنان، بل تتجاوز الحدود وتكون مثلا لكل البلدان، فتلك الطاولة جلس عليها المسلم الشيعيّ والسنيّ و المسيحيّ و الدرزيّ وحتى من ابتعد عن هذه المسميات واعتمد منهجاً علمانياً وليبرالياً، فكيف اجتمعوا واتفقوا؟ ذلك هو السؤال.

 فلبنان بلد متعدد الأديان والطوائف، وما واجهه هذا البلد الجميل الذي أصفه أحياناً بقطعة شكولا لذيذة الطعم والشكل حاول الكثيرون من الدخلاء أن يغيروا مذاقها ويجعلوها قطعة من المرارة تقتل من يتذوق طعمها.

 لكنني اليوم أجدها مقبلة على عام يختلف عن ما سبقه إذا ما تركها الدخلاء دون منغصات، خصوصاً بعد ذلك الحفل الرائع الذي جعل أغلب الجالسين يستبشرون خيراً وهم يرون بأم أعينهم ما اتفق عليه المختلفون، وكيف وحدوا كلمتهم لئلا يكونوا جسراً لمطامع الغير.

 والأجمل في كل هذا، أن للشباب في تلك الطاولة نصيباً وفيراً، فالذي استطاع أن يجمع هؤلاء على طاولة واحدة شاب في مقتبل العمر، ورغم صغر سنه إلاأنه كبير العقل والفكر.وكبير بحبه لبلده الذي عانى ما عانى من تدخل الأخرين فقد كان ذلك الشاب هو العلاّمة السيد محمد عليّ الحسينيّ رئيس المجلس الإسلاميّ العربيّ.

  الذي اخترق المسامع والقلوب وهو يقول أن اللبنانيين يرفضون أي ولاية عليهم من الخارج، وأن هذا العام هو عام العروبة، وأن الاختلاف بين الناس في المذاهب والأديان لا يبرر بأيَّ حال من الأحوال العنف والتنازع .

فإن المدخل إلى حلَََّ هذه الأزمات هو التفاهم وبناء الثقة ، أتمنى ان يبقى ذلك المجلس بهذا النفس الرائع الذي تخطىَّ حدود المكان والزمان، وحلقَّ بجناحَي العروبة الحقيقية. وفك خيوط الطائفيّة والمذهبيّة معتمداً المنهج الواحد الأوحد   

 ( أن لبنان والعرب جزء واحد تجمعهم الأرض والتاريخ والدين)

 فالاحتفال بعث رسالة واضحة تؤكد أن "لا مشروع سياسيّ خاص بالشيعة في هذا الوطن وان تكون العروبة هي الأساس لكل شيء وأن نترك التخندقات لأنها لاتجدي نفعاً"
 
نبراس المعموري كاتبة عراقي

 


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=387
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16