لكي تکون إنسانا بالمعنى الحقيقيّ لکلمة الإنسانية فلا بدّ أن تکون متسامحا، وإنّ معظم الشخصيات التي خلّدها التأريخ الإنسانيّ کانت تجسّد التسامح نظير غاندي والشيخ زايد مثلا،

 ولكي تکون مجسّدا للقيم الدينية بأعلى درجاتها وتثبت ذلك للعالم، فلا بدّ أن تکون متسامحا، وإنّ الذي يجمع بين الأنبياء هو تسامحهم قبل أيّ شيء آخر.

 وإنّ لاکتساب التسامح بعدا إنسانيّا وبعدا وعمقا دينيّا يدلّ على أهميته القصوى في فلسفة الوجود والحياة، إذ إنّ ضمانة استمرار الحياة الإنسانية على الکوکب الأرضيّ ودوامها بأمن وأمان، إنما يکون في ظلّ استتباب وترسّخ قيم التسامح في القلوب والعقول والنّفوس وتعميمها في المجتمعات البشرية کخيار لا بدّ منه لأنّه دون ذلك يعني عدم وجود صمّام أمان للمجتمعات والشّعوب في تعاملها وتواصلها مع بعضها.

قبسات من اقوال السيد محمد علي الحسيني